Banat High Live

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Banat High Live

For shabab


    الرباضة والشباب

    avatar
    BaSoOoMa


    المساهمات : 130
    تاريخ التسجيل : 27/05/2009
    العمر : 29
    الموقع : www.tamer lovers.com

    الرباضة والشباب Empty الرباضة والشباب

    مُساهمة  BaSoOoMa الخميس يوليو 23, 2009 3:27 pm

    الرياضة والشباب
    1. أجسادكم كشبان وكفتيات في حالة نموّ متسارع ، وسير دائب نحو النضج .. عظامكم في نموّ .. عضلاتكم في طور الاكتمال .. أعضاؤكم في تطوّر .. هل تتركون ذلك للأيام تفعل فعلها في أبدانكم دون مساعدة منكم ؟
      يقول المختصّون إنّه لابدّ من تربية الجسد والاهتمام بصحّته وسلامته وتقويته حتّى يتمكّن من اداء وظائفه والفعاليات المناطة به .. فالحصول على القوّة البدنيـة ليس شـيئاً ترفياً ، وإنّما هو جزء من مسؤوليتنا الاسلاميّة : (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ) (1) .
      وإذا كانت أعضاء الجسد ، أو الجسد برمّته أمانة الله لدينا ، فإنّ من حسن رعاية هذه الأمانة ، وأداء الشكر لهذه النعمة ، أن لا نعرّضها إلى التلف والأمراض والأوبئة التي تفتك بها ، مثلما علينا أن نطوّرها ليكون أداؤها أفضل ، وانجازها أكبر ، وبذلك نكون قد حفظنا الأمانة وقدّمنا الشكر على هذه النعمة «وبالشكر تدوم النعم» .
      وفي فترة الشباب قد ينشأ الاضطراب النفسي ، ودواعيه في هذه المرحلة كثيرة ، ومن بين وسائل تسريب هذا القلق أو الاضطراب ، واقتصاصه والتنفيس عنه (الرياضة) ; فهي بما تمتصّ من شحنات النفس المتوترة ، تترك في نفسية الرياضيّ مرحاً وخفّة وثقة وانفتاحاً وحبّاً في المشاركة .
      ثمّ أنّ الشبان والفتيات قد يصطحبون معهم إلى ساحة شبابهم ذيولاً من طفولتهم اللاّهية العابثة . وبما أنّ الرياضة نظام وقواعد واُصول فإنّها تعلّمهم كيفيّة الصبر والانضباط والتحمّل ، وبعضاً من الفضائل الأخلاقية كالمحبّة والتعاون والإيثار .
      وباعتبار الشباب مرحلة النموّ البدنيّ ، فقد يتناول البعض من الشبان والفتيات ـ في هذه الفترة ـ كمِّيات كبيرة من الطعام مما يتسبّب في سمنتهم وترهّل أجسادهم إذا لم يصرفوا تلك الطاقة في الجهد والحركة . وتأتي الرياضة لتذوِّب الشحوم الزائدة ، وتُنقِّي الجسم من الشوائب والسموم التي تتركها الوجبات الغذائيّة الدسمة الثقيلة .
      وفوق هذا وذاك ، ففي سـنّ الشباب ينصبّ الاهتمام على الذات وبناء الشخصية ، وقد يتركّز اهتمام البعض من الفتيات والشبّان على بناء قواهم العقلية والروحية وينسون أو يتناسون قواهم البدنية ، في حين أنّ دور الرياضة دور إضافة القوّة المادية إلى القوّة غير المادية حتّى يتكامل المظهر مع الجوهر ، وتتناسق البسطةُ في العلم مع البسطة في الجسم .
      وفي سنّ البلوغ ، حيث الفتيات أسرع نموّاً من الشبّان ، يرى المختصّون في الشأن الرياضي أنّ من المستحسن للفتيات أن يمارسنَ الرياضة الخفيفة للحفاظ على رشاقتهنّ ومظهرهنّ الجميل ، على أن يحاذرن من الرياضات العنيفة التي قد تؤدِّي إلى أضرار جسدية أو مضاعفات جانبية .
      اللياقة البدنية في القرآن :
      كيف نظر القرآن للقوّة البدنية ؟
      لو راجعتَ الروايات التي تحدّثت عن هذه القوّة لرأيت أنّ الله سبحانه وتعالى لم يعط قيمة للقوّة الجسميّة المجرّدة ، بل اعتبر هذه القوّة ذات أهميّة فيما إذا وظّفت في طريق الخير ، أي في نفع الانسان والناس .
      فهو حينما يحدِّثنا عن (طالوت) يقول : (وزاده بسطة في العلم والجسم ) (2) أي جمع القوّتين معاً : العلمية والعملية ، ذلك أنّ القوّة العضلية لوحدها هي قوّة *****يّة ، فالثور قويّ ، والحصان قوي ، والأسد قوي ، والذئب قوي ، والنمر قوي ، والفيل قوي ، والجمل قوي ، ولكنّها قوّة إمّا لحمل الأثقال ، وقطع المسافات الطويلة ، وإمّا قوّة افتراسية .. ضاربة .. ضارية .. متوحّشة .
      ولذا فأنتَ حينما تقرأ قـوله تعالى عن موسى (عليه السلام) : (قال ربّ بما أنعمتَ عليَّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين ) (3) تعرف أنّ القوّة الممنوحة لموسى (عليه السلام) كشاب يراد لها أن تكون مسخرة في الدفاع عن المظلومين ونصرة الحق ، وليس آلة ضاربة بيد الظالمين وإعزاز الباطل .
      وحينما تمرّ بك قصّته (عليه السلام) مع بنتي شعيب (عليه السلام) فتراه يسقي لهما من بئر عليها حشد من الرّعاة ، يمارس قوّته الفتية في الحفاظ على عفاف البنتين ، ولذا فإنّهما حين رجَعتا إلى أبيهِما ، امتدحَتا موسى (عليه السلام) أمامه في قوّته وفي أمانته (يا أبتِ استأجره إنّ خير مَن استأجرتَ القويّ الأمين ) (4) ، فلم تنجَذِبا إلى قوّته البدنية فقط ، بل إلى أمانته الخلقية أيضاً .
      والفتى محطّم الأصنام (إبراهيم الخليل) (عليه السلام) لم يندفع بقواه البدنية ليجرح هذا أو يقتل ذاك ، أو يتباهى بعضلاته المفتولة أمام الآخرين ، بل حمل فأسه ليحطّم أصناماً لا تضرّ ولا تنفع فيجعل قومه يتساءلون عن حقيقة هذه الأحـجار التي لم تتمـكّن من الدفاع عن نفسها : (فجعلهم جذاذاً إلاّ كبيراً لهم لعلّهم إليه يرجعون ) (5) .
      وعند ما وجّهوا إليه أصابع الاتهام : (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم ) (6) ، لم يرتعد خوفاً من التهمة ، ولم يفزع عندما اتّخذوا قراراً بإلقائه في النار حيث واجه مكيدتهم بقوّة أخرى ، هي قوّته الإيمانية الروحية العالية ، ثقة منه بأنّ الله سينصره ويخذل الكائدين له ، ممّا يؤكِّد أنّ القوّة البدنية ليست سلاحاً فعّالاً لوحدها .
      وفي لقائه (نمرود) الطاغية القويّ مادّياً ، واجهه بقوّتين : عقلية وروحية ولم يواجهه بقوّة مادية لمعرفته أنّ قوّة نمرود المادية أقوى (قال فإنّ الله يأتي بالشّمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر ) (7) .
      فالقوي في هذا المشهد هو إبراهيم (عليه السلام) والغلبةُ له وليس لنمرود الذي لم يكن قويّاً وإنّما يدّعي القوّة شأنه شأن كلّ الطواغيت والجبابرة .
      ونلتقي في صفحات القرآن المضيئة بإبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل (عليه السلام) وهما يتعاونان على بناء بيت الله (الكعبة) المشرّفة ، حيث يحمل إسماعيل الابن الصخر وإبراهيم الأب يبني ، حتّى اكتمل البنيان .
      وهذا رقم آخر يضاف إلى الأرقام السابقة أنّ القدرة البدنية في الاسلام يراد لها أن توضع في موضع الخدمة لبناء أيّ صرح علمي أو ثقافي أو تربوي أو عبادي أو خدمي .
      ويذكّرنا هذا المثال ببناء المسجد النبوي الشريف ، حينما أمر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد الهجرة ببنائه ، فهرع المسلمون ـ مهاجرين وأنصاراً ـ لبنائه بأنفسهم ، فكان كلُّ مسلم يحمل حجراً وعمّار بن ياسر (رضي الله عنه)يحمل حجرين ، فبارك النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) له فتوّته وهمّته .
      ونلتقي في القرآن بالفتى داود (عليه السلام) الذي ينبري لقتال الطاغية جالوت رغم فارق السنّ والقوّة البدنية بينهما ، فلقد خرج داود وهو يحمل أحجاراً ومقلاعاً ، وما أنّ سدّد حجراً كبيراً لجبهة جالوت حتّى شجّها وخرّ صريعاً . إنّها فتوّة الإيمان لا فتوّة البدن .
      كما نلتقي أيضاً بالعبد الصالح (ذي القرنين) الذي استثمر طاقاته المبدعة في الدفاع عن المستضعفين ، حيث يصنع لهم سدّاً يقيهم من هجمات الأعداء (يأجوج ومأجوج) . وقد طلب منهم أن يبذلوا طاقاتهم البدنية معه فيعينوه على ذلك العمل الكبير الذي أنقذهم من عدوان دائم يشنّه الأعداء عليهم .
      فبناء سدّ حديديّ يحتاج ـ كما هو معلوم ـ إلى جهود كبيرة متضافرة ، ولذا تداعت السواعد الفتية إلى إنجازه لحمايتهم وحماية المستضعفين من أبناء مجتمعهم .
      وفي قبال هذه القوّة المسخّرة في الخير ، نجد في القرآن القوى المادية المسخّرة في الشرّ والإثم والعدوان (ألم تر كيف فعل ربُّك بعاد * إرم ذات العِماد * التي لم يُخلق مِثلُها في البلاد * وثمود الّذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد * الّذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد ) (Cool .
      فهذه قوى مادية جبّارة ، لكنّها وضعت من أجل نشر الفساد في الأرض وتدميرها وتحطيم إنسانها وجعله تابعاً ذليلاً مهاناً .
      فأيّ القوّتين نريد كشباب ؟
      قوّة الخير ، ودعم الخير ، والدفاع عن الخير والخيرين ؟
      أم قوّة الشرّ ، واسناد الشرّ ، والوقوف مع الشرّ والشريرين ؟
      في أيّ صف نقف كرياضيين أبطال أو كرجال أشدّاء ؟
      صف الأقوياء المؤمنين : إبراهيم وموسى وداود وذي القرنين ؟
      أم صف الأقوياء الكفرة : نمرود وفرعون وهامان وجالوت ؟
      نماذج إسلاميّة قويّة :
      الإسلام لا يريد للمسلم أن يكون قويّاً في عبادته ضعيفاً في عمله ، بل يريد له أن يكون قويّاً في الإثنين معاً ، ولذلك فضل المؤمن القويّ في رجاحة عقله واتزان سلوكه وصلاح أعماله : «المؤمن القويّ خير من المؤمن الضعيف» .
      والذين دافعوا عن حمى الاسلام في معاركه ضدّ الكفر والشرك والنفاق ، كانوا أبطالاً أكفّاء وأشدّاء وأقوياء من الطراز الأوّل في إيمان وفي وعي ، كما كانوا فرساناً شجعاناً يهابهم الأعداء في ميادين القتال وساحات التضحية والفداء : (محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماءُ بينهم ) (9) .
      فعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ هو ذلك الفتى الذي قال عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا فتى إلاّ عليّ» لأ نّه نذر فتوّته في خدمة الدِّين .
      ويوم أراد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يهاجر من مكّة إلى المدينة ، وكانت قريش تتربّص به وتترصّد حركته لتقتله ، أمر عليّاً (عليه السلام) بالمبيت في فراشه فأبدى استعداده للموت فداء له .
      فالشجاعة في خدمة الدين ونصرة أهدافه أعظم من جميع العبادات، لأ نّها هي التي تحفظ للعبادات وجودها .
      وفي معركة خيبر الشهيرة ضدّ اليهود المتآمرين الذين كانوا متحصنين في قلعتهم بالمدينة ، قلع علي (عليه السلام) باب حصنهم الضخمة بقوّة قال عنها : إنّها ليست قوّة بدنية وإنّما هي قوّة ربّانية .
      وليس معنى ذلك أ نّها قوّة ساحرة ، موهوبة ، منزّلة من الله ، وإنّما هي قوّة إيمانيّة صنعها إيمانه المطلق بالله وثقته العالية به ، واتكاله التام عليه ، فقوّة الإيمان هي التي تخلع على قوّة البدن القدرة على صنع الأعاجيب .
      وفي معركة الطفّ ، حينما التقى الجيشان : جيش الحسين بن عليّ (عليه السلام)وجيش يزيد بن معاوية ، فرغم قلّة عدد جيش الإمام الحسين (عليه السلام)رأينا كيف أنّ الفتية من أصحابه صمدوا وقاتلوا وقُتلوا دفاعاً عن دينهم وعزّتهم وكرامتهم ، وولاءً لقيادتهم التي تمثِّل الاسلام .
      من ذلك كلّه ، نفهم أنّ الإسلام ركّز على القوّة البدنية المقترنة بالقوّة الروحية والعقلية ، وأولى القوّة المعنوية اهتماماً أكبر ، حتّى أنّ عليّاً (عليه السلام)حينما كان يدرّب ابنه الفتى (محمّد بن الحنفيّة) على القتال ، كان يقدّم له دروس القوّتين المادية والمعنوية معاً ، قائلاً : «تد في الأرض قدمك .. إرم ببصرك في أقصى القوم .. » !


    تحياتى

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 2:15 am